مارس 23, 2021

قمة العرب للطيران تدعو “اتحاد النقل الجوي” لتكثيف جهوده الإعلامية لتعزيز الثقة بالسفر الجوي


سونيل جون: “صعود الطيران الخاص والتحديات التي تعترض السفر بغرض الأعمال سيتركان تأثيراً حاسماً على القطاع، لكن الحل يكمن في تعزيز ثقة المسافرين بالسفر الجوي

أكد المشاركون في النسخة الثامنة من “قمة العرب للطيران” على ضرورة مسارعة “اتحاد النقل الجوي” للارتقاء بجهوده الإعلامية وتوفير الإرشادات العامة وحشد طاقات جميع الشركاء لتعزيز ثقة المسافرين بقطاع الطيران. وجاء ذلك على هامش جلسة حوارية شهدتها القمة التي تستضيفها إمارة رأس الخيمة، وحملت عنوان “استراتيجيات شركات الطيران في الواقع الراهن”.

 

وفي هذا السياق، وصف سونيل جون، مؤسس “أصداء بي سي دبليو” ورئيس  “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط، استجابة قطاع الطيران لتداعيات الجائحة بـ “الخجولة”، مؤكداً أن شركات الطيران والمطارات ومشغلي الجولات السياحية ليس بوسعهم مواجهة التحديات الحالية التي تعترض قطاع الطيران بمفردهم، وأضاف: “يتعين على الهيئات العالمية مثل ’اتحاد النقل الجوي‘ التوصل إلى منهجية عامة واستجابة تشمل القطاع بأكمله فيما يتعلق ببروتوكولات السلامة والتطعيم”.

 

وشهدت الجلسة التي أدارتها الإعلامية إيثني ترينور، مشاركة كل من: لينوس بنجامين باور، المؤسس والعضو المنتدب لشركة باور لاستشارات الطيران؛ وبيتر موريس، كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة “فلايت أسيند للاستشارات”.

 

وأشار سونيل جون إلى وجود طلب مكبوت على السفر حالياً، لكن الحل يكمن في “تعزيز الثقة بين المترددين حيال السفر جواً وطمأنتهم لسلامتهم وتعريفهم بكيفية التعامل مع البروتوكولات المختلفة، فقطاع السفر يعتمد بطبيعته على انطباعات الناس ورغبتهم بالتنقل، لكن السوداوية والتشاؤم تهيمنان حالياً على الانطباع العام. ولاستعادة الثقة بالسفر، يتعين على القطاع  تطبيق استراتيجية إعلامية واضحة وصريحة تستجيب لمخاوف المسافرين وتستند إلى منهجية استباقية ومبتكرة. فقطاع الطيران بحاجة ماسة اليوم إلى موقف استباقي يعبر عن الجرأة والشجاعة”.

 

وتابع جون: “ستلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً ريادياً في دفع عجلة التعافي في قطاع الطيران، حيث سيسهم ’إكسبو 2020 دبي‘ بدور حاسم في تعزيز الفرص والآفاق أمام قطاعي السياحة والسفر. فدولة الإمارات تتمتع بموقع حيوي يتوسط العالم كله، وتتوفر أمامنا فرصة فريدة لتحويل هذا الطلب المكبوت إلى طلب نشط على أرض الواقع وتشجيع الناس على السفر جواً”.

 

وتطرق جون إلى قصة النجاح المتميزة التي سطرتها إمارة رأس الخيمة على صعيد تعزيز السياحة الداخلية عبر “استراتيجية ذكية” أثمرت عن رفع معدلات إشغال فنادق الإمارة إلى نسبة 100% خلال العام الذي شهد بدء الحائجة، ونجاح مطار رأس الخيمة الدولي في الاستحواذ على حصة قوية من السوق رغم الجائحة، وذلك من خلال “سياسات التسعير المرنة والجاذبة لشركات الطيران الاقتصادي”.

 

وقال جون إن صعود الطيران الخاص سيكون واحداً من التوجهات الناشئة التي سيشهدها القطاع، ويتوقع له أن يستحوذ على حصة من أرباح فئة الأعمال لدى شركات الطيران التجاري، وأضاف: “يتردد حالياً مصطلح ’الأوبر الطائر‘ الذي سيكون مستقبلاً بمثابة توجه حقيقي يتيح لشرائح غير مسبوقة من الناس فرصة تحديد مواعيد سفرهم وحجز تذاكرهم على متن الطائرات الخاصة عبر تطبيق مخصص للأجهزة الذكية. ويعني هذا أننا أمام سوق جديدة كلياً ستؤثر على شركات الطيران التجاري وقد تكلفها خسارة حصتها السوقية في فئة مسافري الدرجة الأولى ودرجة الأعمال. أضف إلى ذلك أن الشركات ستقصر سفر الأعمال على الأغراض الضرورية التي لا يمكن تجنبها”.

 

من جانبه، أكد لينوس باور على ضرورة تعزيز الثقة بقدرة قطاع الطيران على “نقل المسافرين بأمان وسلامة من وجهة إلى أخرى”. وبينما كان التراجع في السفر بهدف الأعمال تحدياً كبيراً للقطاع، أضاف باور إن منطقة الشرق الأوسط توفر فرصاً هائلة ستؤدي بدورها إلى إقبال متزايد على خدمات الطيران.

 

وبدوره، قال بيتر موريس إن نجاح قطاع الطيران يستدعي حلولاً تجارية ناجعة، وأضاف: “سيكون النجاح حليف نماذج الأعمال التي تلبي احتياجات العملاء. وعلاوة على أن إلزام الناس بالسفر ليس بالأمر الممكن، هناك أيضاً معايير مختلفة للسفر بهدف الأعمال أو الاستجمام”، مضيفاً أن الأولويات الرئيسية تتمثل في ضمان استمرارية شركات الطيران والمطارات ومزودي الخدمات السياحية. وتابع موريس: “يفتقر القطاع إلى منهجية استجابة محكمة من الحكومات، كما أن أنماط السفر الجوي ما زالت معقدة، يضاف إلى ذلك أن الناتج الإجمالي العالمي تلقى ضربة قوية تؤثر بدورها في القدرة على السفر”.

 

يذكر أن النسخة الثامنة من “قمة العرب للطيران” تنعقد بتنظيم من “العربية للطيران” وتستضيفها “هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة”، وتنطلق فعالياتها تحت شعار “قطاع الطيران العربي في الواقع الجديد”.