فبراير 2018

الدقة والشفافية والانفتاح على تبادل الأفكار عوامل محورية لبناء قطاع علاقات عامة يمتاز بالقوة والأخلاقية

جلسة “أصداء بيرسون.مارستيلر” بعنوان “العلاقات العامة ومعادلة الثقة الجديدة” في الدورة الأولى من “قمة الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” (In2) تشهد حواراً موسعاً بين خبراء الاتصالات والإعلام حول تصاعد موجة الأخبار الزائفة وانحسار الثقة بالمؤسسات المشاركون في الجلسة يجمعون على أن القيم الإعلامية التقليدية تواجه تحديات قاسية، وأن قطاع العلاقات العامة تقع على عاتقه مسؤولية دعم مصادر الأخبار ذات المصداقية

في إطار مشاركتها بفعاليات الدورة الأولى من “قمة الابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” التي أقيمت في فندق “رينيسانس داون تاون” بإمارة دبي اليوم، عقدت “أصداء بيرسون.مارستيلر”، شركة العلاقات العامة الرائدة على مستوى المنطقة، جلسة بعنوان “العلاقات العامة ومعادلة الثقة الجديدة” بمشاركة نخبة من الخبراء في مجالات الاتصالات والإعلام من مختلف أرجاء المنطقة. وقد أجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية، على أن قطاع العلاقات العامة الذي يسجل نمواً وتطوراً متسارعين، بحاجة لأن يؤكد للجمهور دوره كمحرك إيجابي للثقة والدقة والانفتاح على تبادل الأفكار الحرة، في خضم التغيرات المتسارعة التي تكتنف المشهد الإعلامي حالياً.

أدار الجلسة سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أصداء بيرسون.مارستيلر”، واستهلها بالتحذير من الهاوية التي يقف المشهد الإعلامي على حافتها، في ظل التصاعد المتزايد لموجة الأخبار الزائفة، والمحتوى القائم على الخوارزميات، مما يهدد بإضعاف أواصر الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام والحكومات والمؤسسات. وقال جون: “تشكو شركات التقنيات الكبرى من غياب الحيادية، إذ يقارن البعض تأثيرها بالنفوذ الذي كانت كبريات شركات التبغ تتمتع به في الماضي. ولعل السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه اليوم: هل نحن بحاجة إلى سن تشريعات خاصة لمواجهة ذلك؟”.

وإجابة على سؤال مفاده: “من الأجدر بالثقة؟ شركات العلاقات العامة أم الإعلام الإخباري؟”، أعرب برايان لوت، المدير التنفيذي لوحدة الاتصال والعلاقات العامة في شركة “مبادلة”، والمشارك في الجلسة، عن اعتقاده أنه على الرغم من تصاعد موجة الأخبار الزائفة، ما زال الجمهور يثق بوسائل الإعلام أكثر من شركات العلاقات العامة. وأضاف لوت أنه يتوجب على قطاع الاتصال الإعلامي لعب دور محوري في إعادة بناء الثقة، حيث قال: “يتجسد التحدي أمامنا في توجيه الجمهور نحو المحتوى الأكثر أصالة ومصداقية. فالناس يبحثون عن الحقيقة والواقع، لا عن الوهم، ولطالما ساهم قطاع العلاقات العامة في إيصال ذلك الواقع بطريقة مشوقة وجذابة. وبما أن الجمهور ينظر إلى قطاع الإعلان بعين الريبة والشك، تتوفر أمامنا فرصة ثمينة للاستفادة من ذلك”.

من جهته، حذّر فيصل جلال عباس رئيس تحرير صحيفة “عرب نيوز” من الدور الهدّام الذي تلعبه المنصات الإعلامية الجديدة في تقويض مصداقية وسمعة وسائل الإعلام التقليدية. وقال عباس: “السؤال الذي أود توجيهه من هذه المنطقة: لماذا تتساهلون مع الحملات الدعائية التي ترّوج للإرهاب على هذه المنصات؟ فالواقع أن الأطفال أصبحوا فريسة سهلة للتشدد، ويجري إرسالهم للقتال في سوريا. ونظراً للانتشار الواسع والتأثير الكبير الذي تتمتع به شبكات التواصل الاجتماعي، لا بدّ من مسؤولية كبيرة ترافق هذا الانتشار”. لكن عباس نوّه إلى أن دور الرقابة أو التشريعات ينبغي ألا تمارسه الحكومات، وأن المنصات الإعلامية يتوجب عليها وضع قواعد رقابة أكثر صرامة للمحتوى المنشور عليها.

بدورها، أشارت فاليري تان، نائب رئيس طيران الإمارات للعلاقات العامة والتواصل الاجتماعي والاتصالات الداخلية، إلى أن قطاع الإعلان سيكون الخاسر الأكبر في هذا الحوار، وقالت: “لطالما أدرك الجمهور أن قطاعي العلاقات العامة والإعلان يعملان وفقاً لأجندة محددة، وها هو اليوم يدرك أن وسائل الإعلام الإخباري تعمل أيضاً وفق أجندتها الخاصة”.

من جانبه، نوّه باول هولمز، رئيس ومؤسس “مجموعة هولمز” إلى أن الخطر الأكبر لا ينجم عن الأخبار الزائفة بحد ذاتها، بل من الهجمات التي تستهدف الأخبار ذات المصداقية. وقال هولمز: “هناك جهود منظمة لتصوير الصحافة ذات المصداقية كمصدر للأخبار الزائفة، الأمر الذي يمثل مشكلة كبيرة تعترض قطاع الإعلام وتعترضنا أيضاً في قطاع العلاقات العامة، وتؤدي إلى تقويض مصداقية كلا القطاعين. وأكد هولمز أن العاملين في قطاع العلاقات العامة لديهم “التزام أخلاقي بعدم تلويث تلك القنوات، سواء شبكات التواصل الاجتماعي أو الإعلام الرسمي، بأخبار زائفة من صنع أيديهم”.

وبالانتقال للحديث عن سمعة قطاع العلاقات العامة، استشهد جون بانهيار شركة العلاقات العامة البريطانية “بيل بوتينجر”، التي تخضع حالياً للحراسة القضائية في أعقاب إدارتها لحملة واجهت الكثير من الانتقادات والاتهامات بالعنصرية في جنوب أفريقيا. وتساءل جون عما إذا كانت شركات العلاقات العامة تمتلك خياراً أخلاقياً حيال العملاء الذين تمثلهم، وقال: “انخرط العديد من شركات العلاقات العامة في ما يطلق عليه فنون التضليل أو الأبواق الإعلامية، وكلاهما مصطلحان مقيتان في نظري. أما في حالة ’بيل بوتينجر‘ فجاء الانهيار من داخل الشركة، مما دفع جمعية العلاقات العامة البريطانية (PRCA) إلى لفظها خارجاً نظراً لتعريضها سمعة القطاع بأكمله للخطر”.

وأشار هولمز إلى أن اللورد بيل رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة “بيل بوتينجر” كان “يعتبر أن قطاع العلاقات العامة يشكو من الهشاشة في العالم الحديث. وفي عصرنا الراهن، أضحى الحد الفاصل بين العلاقات العامة الجيدة وما هو أخلاقي مرئياً بالكاد، وكلاهما يتشابهان بصورة لم نشهدها إطلاقاً قبل 30 عاماً. وعليه، لا بد للأخلاقيات أن تأتي في صميم عملنا وخططنا المستقبلية. فمن الممكن تلميع صورة الشركات السيئة بالعمل الجيد، ومن الممكن أيضاً تلويث صورة الشركات الجيدة بالعمل السيء”.

وانتقد عباس القطاع لكونه يتخذ موقفاً دفاعياً حيال المزاعم التي تتهمه بتحوير الحقائق، وقال: “علينا الاتفاق على أن معظم العالم يرى في قطاع العلاقات العامة نموذجاً مشابهاً لجماعات الضغط العالمية. فالشركة يتم تعيينها بالنيابة عن العميل وليس الجمهور، وتحصل على الأموال لقاء القيام بعمل محدد، وهذا العميل يرغب بالحصول على نتائج تعوضه عن الأموال التي دفعها”.

وأردفت تان بأن العلاقات العامة مازالت تعاني للتخلص من السمعة السلبية، وقالت: “أمام قطاع العلاقات العامة شوطٌ ليس بالقصير ليقطعه في سبيل إقناع الجمهور بأننا لسنا أبواق إعلامية. ويعلم الجميع أن العلاقات العامة تعمل دائماً وفقاً لأجندة محددة، لكنها ليست سيئة بالضرورة، بل مفيدة للغاية في واقع الأمر”.

وأضاف جون أن مسؤولية العاملين في قطاع العلاقات العامة ووسائل الإعلام تتجسد في ضمان تبادل الأفكار بأسلوب شفاف وصادق.

وأكدّ هولمز على أن دور العلاقات العامة لا يقتصر على تعزيز الأرباح، بل يتمحور أيضاً حول بناء العلاقات والذكاء العاطفي، وهو أمر أيده جون بقوله: “السمعة الحسنة هي أثمن ثروات عالمنا المعاصر، وبوصفنا متخصصين بالعلاقات العامة، من الأهمية بمكان أن نحرص دائماً على حماية سمعة عملائنا والعلامات التجارية التي نشرف عليها”.

وتطرق المشاركون إلى وسائل الإعلام والثقافة الإعلامية، حيث أجمعوا على ضرورة بذل المزيد من الجهود في سبيل تثقيف الجمهور حول كيفية التفريق بين الأخبار الجيدة والسيئة، قبل أن يختتم عباس الجلسة بنداء يدعو إلى عدم إغفال أهمية القيم، وأشار: “إن كنتم تسعون وراء الحقيقة، بادروا إلى قراءة وسائل الإعلام. أما إذا رغبتم بالظهور والبروز، فاقصدوا المدونين والمؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي”.

لمحة عن “أصداء بيرسون-مارستيلر”

تأسست “أصداء-بيرسون مارستيلر”، شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة على مستوى المنطقة، عام 2000؛ وتضم 11 مكتباً تمتلكها الشركة بالكامل إضافة إلى 6 مكاتب تمثيلية في 15 دولة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتقدم الشركة خدماتها للحكومات والشركات متعددة الجنسيات، والعملاء من الشركات الإقليمية، وذلك عبر 5 قطاعات، “العلامات التجارية” و”المؤسسي” و”المالي” و”المشاريع والتكنولوجيا” و”الشؤون الحكومية”، وشركتين تابعتين لها- “بروف الشرق الأوسط” التي تقدم خدمات التسويق الرقمي، و”بين شوين بيرلاند الشرق الأوسط” لمشاريع الأبحاث. وتعد الشركة تابعة لـ “دبليو بي بي” ضمن شبكة “بيرسون مارستيلر” العالمية. للمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإلكتروني www.asdaabm.com و www.arabyouthsurvey.com .

نبذة عن قمة الابتكار (In2)

تأسست قمة الابتكار (In2) على يد “مجموعة هولمز” الرائدة في قطاع العلاقات العامة، وهي عبارة عن سلسلة من الفعاليات المدارة التي تهدف إلى استكشاف سبل الابتكار والتطور والانتشار التي تعيد رسم ملامح التأثير والتفاعل في مختلف أنحاء العالم. وتم إطلاق قمة الابتكار (In2) بهدف استكشاف التغيرات التي يشهدها النطاق والهيكل واللغة بل مفهوم الاتصالات الإعلامية بحد ذاته. فالعاملون في مجال الاتصالات المعاصر يحتاجون فهماً أوسع للبيانات الضخمة والتحليلات، وشبكات التواصل الاجتماعي، والعمل الاجتماعي والمشاركة المجتمعية، أي القدرة على صياغة المحتوى عبر منصات وقنوات مختلفة، ونشر قصص إعلامية أصيلة تجتذب المستهلكين والجماهير المهتمة.

لمزيد من المعلومات يرجى التواصل مع: إيمان أحمد | مارغريت فلاناغان أصداء بيرسون- مارستيلر، دبي الإمارات العربية المتحدة 4507600 4 971+ margaret.flanagan@bm.com | Iman.Ahmed@bm.com