مارس 2021

قمة العرب للطيران تدعو “اتحاد النقل الجوي” لتكثيف جهوده الإعلامية لتعزيز الثقة بالسفر الجوي

سونيل جون: “صعود الطيران الخاص والتحديات التي تعترض السفر بغرض الأعمال سيتركان تأثيراً حاسماً على القطاع، لكن الحل يكمن في تعزيز ثقة المسافرين بالسفر الجوي

أكد المشاركون في النسخة الثامنة من “قمة العرب للطيران” على ضرورة مسارعة “اتحاد النقل الجوي” للارتقاء بجهوده الإعلامية وتوفير الإرشادات العامة وحشد طاقات جميع الشركاء لتعزيز ثقة المسافرين بقطاع الطيران. وجاء ذلك على هامش جلسة حوارية شهدتها القمة التي تستضيفها إمارة رأس الخيمة، وحملت عنوان “استراتيجيات شركات الطيران في الواقع الراهن”.

 

وفي هذا السياق، وصف سونيل جون، مؤسس “أصداء بي سي دبليو” ورئيس  “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط، استجابة قطاع الطيران لتداعيات الجائحة بـ “الخجولة”، مؤكداً أن شركات الطيران والمطارات ومشغلي الجولات السياحية ليس بوسعهم مواجهة التحديات الحالية التي تعترض قطاع الطيران بمفردهم، وأضاف: “يتعين على الهيئات العالمية مثل ’اتحاد النقل الجوي‘ التوصل إلى منهجية عامة واستجابة تشمل القطاع بأكمله فيما يتعلق ببروتوكولات السلامة والتطعيم”.

 

وشهدت الجلسة التي أدارتها الإعلامية إيثني ترينور، مشاركة كل من: لينوس بنجامين باور، المؤسس والعضو المنتدب لشركة باور لاستشارات الطيران؛ وبيتر موريس، كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة “فلايت أسيند للاستشارات”.

 

وأشار سونيل جون إلى وجود طلب مكبوت على السفر حالياً، لكن الحل يكمن في “تعزيز الثقة بين المترددين حيال السفر جواً وطمأنتهم لسلامتهم وتعريفهم بكيفية التعامل مع البروتوكولات المختلفة، فقطاع السفر يعتمد بطبيعته على انطباعات الناس ورغبتهم بالتنقل، لكن السوداوية والتشاؤم تهيمنان حالياً على الانطباع العام. ولاستعادة الثقة بالسفر، يتعين على القطاع  تطبيق استراتيجية إعلامية واضحة وصريحة تستجيب لمخاوف المسافرين وتستند إلى منهجية استباقية ومبتكرة. فقطاع الطيران بحاجة ماسة اليوم إلى موقف استباقي يعبر عن الجرأة والشجاعة”.

 

وتابع جون: “ستلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً ريادياً في دفع عجلة التعافي في قطاع الطيران، حيث سيسهم ’إكسبو 2020 دبي‘ بدور حاسم في تعزيز الفرص والآفاق أمام قطاعي السياحة والسفر. فدولة الإمارات تتمتع بموقع حيوي يتوسط العالم كله، وتتوفر أمامنا فرصة فريدة لتحويل هذا الطلب المكبوت إلى طلب نشط على أرض الواقع وتشجيع الناس على السفر جواً”.

 

وتطرق جون إلى قصة النجاح المتميزة التي سطرتها إمارة رأس الخيمة على صعيد تعزيز السياحة الداخلية عبر “استراتيجية ذكية” أثمرت عن رفع معدلات إشغال فنادق الإمارة إلى نسبة 100% خلال العام الذي شهد بدء الحائجة، ونجاح مطار رأس الخيمة الدولي في الاستحواذ على حصة قوية من السوق رغم الجائحة، وذلك من خلال “سياسات التسعير المرنة والجاذبة لشركات الطيران الاقتصادي”.

 

وقال جون إن صعود الطيران الخاص سيكون واحداً من التوجهات الناشئة التي سيشهدها القطاع، ويتوقع له أن يستحوذ على حصة من أرباح فئة الأعمال لدى شركات الطيران التجاري، وأضاف: “يتردد حالياً مصطلح ’الأوبر الطائر‘ الذي سيكون مستقبلاً بمثابة توجه حقيقي يتيح لشرائح غير مسبوقة من الناس فرصة تحديد مواعيد سفرهم وحجز تذاكرهم على متن الطائرات الخاصة عبر تطبيق مخصص للأجهزة الذكية. ويعني هذا أننا أمام سوق جديدة كلياً ستؤثر على شركات الطيران التجاري وقد تكلفها خسارة حصتها السوقية في فئة مسافري الدرجة الأولى ودرجة الأعمال. أضف إلى ذلك أن الشركات ستقصر سفر الأعمال على الأغراض الضرورية التي لا يمكن تجنبها”.

 

من جانبه، أكد لينوس باور على ضرورة تعزيز الثقة بقدرة قطاع الطيران على “نقل المسافرين بأمان وسلامة من وجهة إلى أخرى”. وبينما كان التراجع في السفر بهدف الأعمال تحدياً كبيراً للقطاع، أضاف باور إن منطقة الشرق الأوسط توفر فرصاً هائلة ستؤدي بدورها إلى إقبال متزايد على خدمات الطيران.

 

وبدوره، قال بيتر موريس إن نجاح قطاع الطيران يستدعي حلولاً تجارية ناجعة، وأضاف: “سيكون النجاح حليف نماذج الأعمال التي تلبي احتياجات العملاء. وعلاوة على أن إلزام الناس بالسفر ليس بالأمر الممكن، هناك أيضاً معايير مختلفة للسفر بهدف الأعمال أو الاستجمام”، مضيفاً أن الأولويات الرئيسية تتمثل في ضمان استمرارية شركات الطيران والمطارات ومزودي الخدمات السياحية. وتابع موريس: “يفتقر القطاع إلى منهجية استجابة محكمة من الحكومات، كما أن أنماط السفر الجوي ما زالت معقدة، يضاف إلى ذلك أن الناتج الإجمالي العالمي تلقى ضربة قوية تؤثر بدورها في القدرة على السفر”.

 

يذكر أن النسخة الثامنة من “قمة العرب للطيران” تنعقد بتنظيم من “العربية للطيران” وتستضيفها “هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة”، وتنطلق فعالياتها تحت شعار “قطاع الطيران العربي في الواقع الجديد”.

خبراء العلاقات العامة: منطقة الشرق الأوسط بحاجة لمحتوى إعلامي جديد يواكب الواقع الراهن

سلّط خبراء العلاقات العامة المشاركون في النسخة الرابعة من “قمة بروفوك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” الضوء على انعكاسات الواقع الجديد والتطورات الجيوسياسية والبيئية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة على قطاع العلاقات العامة، مؤكدين على ضرورة إعادة النظر في نموذج أعمال القطاع وابتكار محتوى عصري جديد يواكب هذه التغييرات الجذرية، ويضمن للمنطقة الظهور بصورة منصفة في وسائل الإعلام العالمية بأيدي المهارات الشابة من جيل الألفية.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي حملت عنوان “محتوى جديد لمنطقة الشرق الأوسط: دعوة للتغيير في قطاع العلاقات العامة”، وتناولت ثلاثة محاور رئيسية تقف اليوم وراء تشكيل المحتوى الإعلامي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط. وتشمل هذه المحاور: عصر السلام الجديد بعد بدء العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات والبحرين وإسرائيل؛ والمساعي المتزايدة بين الحكومات الإقليمية والشركات للتكيف مع التغير المناخي؛ والاستثمارات الهائلة التي تضخها المؤسسات الحكومية في تطوير البنية التحتية وتعزيز التنوع الاقتصادي.

واستهدفت الجلسة التي أدارها سونيل جون، مؤسس “أصداء بي سي دبليو” ورئيس  “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط، تسليط الضوء على المقومات التي يحتاجها قطاع العلاقات العامة للتكيف والازدهار وسط التغيرات الجذرية في المشهدين الإعلامي والاقتصادي. وشارك في الجلسة كلٌ من: رانيا رستم، رئيس قسم الابتكار والتواصل للأسواق العالمية في “جنرال إلكتريك”؛ ومازن نحوي المؤسس والرئيس التنفيذي لـشركة “كارما”؛ وفاسوكي شاستري، خبير اتصالات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والشؤون العامة، والرئيس العالمي السابق للشؤون العامة والاستدامة في بنك “ستاندرد تشارترد”.

وفي هذا السياق، قال سونيل جون: “تأتي التغييرات الجذرية التي شهدها العام الماضي لتفرض على قطاع العلاقات العامة إعادة النظر في سبل ونماذج مزاولة أعماله. على أن الأهمية هنا لا تقتصر على سرعة تأقلمنا وكيفية صقل المهارات في القطاع فحسب، بل تشمل أيضاً مدى مواكبة عملنا لاحتياجات عملائنا ووسائل الإعلام. فمن خلال أبحاثنا وتجربتنا الطويلة التي تتجاوز 20 عاماً في هذه المنطقة، يتجلى لنا بوضوح أن الشرق الأوسط تقف على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتفاؤل، وهنا يأتي دورنا كخبراء في قطاع العلاقات العامة لإرساء أسس جديدة لخطط الاتصال الإعلامي”.

من جهته، قال فاسوكي شاستري: “تستدعي المرحلة الحالية الجمع بين الأهداف الاجتماعية للشركات وعملياتها التشغيلية في إطار واحد، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً على صعيد الاتصال الإعلامي وفرصة قيمة لقطاع العلاقات العامة. وستكون الريادة من نصيب الشركات التي تنجح في توضيح أهدافها ودعمها بالخطوات العملية. وصحيح أن الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تتيح لخبراء العلاقات العامة فرصة ثمينة لإعادة هيكلة العلامات التجارية بالكامل، إلا أن الفارق المنشود سيتبدى في القدرة على توضيح الهدف ودعمه بالحقائق، مما يعود بالمنفعة على العلامة التجارية وحصتها في السوق في آن معاً”.

وبدورها، قالت رانيا رستم: “ساهمت الرؤية الطموحة التي تبنتها الحكومات الإقليمية لتقليص الاعتماد على النفط والتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة بإرساء الأسس لبيئة تشجع على الابتكار في منطق الشرق الأوسط. وقد كشف ’مقياس جنرال إلكتريك للابتكار العالمي‘ الذي أجريناه أثناء الجائحة، أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحظيان بتقدير واسع بين الشركات العالمية لنجاحهما في بناء اقتصادات مشجعة على الابتكار، الأمر الذي يعكس حجم التقدم الحاصل في المنطقة. وعلى الرغم من ذلك كله، هناك الكثير من الخطوات التي ينبغي اتخاذها في بيئتنا المعاصرة التي تشهد تغيراً متسارعاً، وهي مهمة يمكننا إنجازها بالعمل يداً بيد”.

وبالحديث عن أهمية الثقة في الاتصال الإعلامي، قال مازن نحوي إن تأثير قطاع العلاقات العامة “لا ينبغي أن يقاس بمكافئ القيمة الإعلانية وغيره من المقاييس الأخرى، بل بإيمان الجمهور بصدقنا ومدى تفاعله معنا. ويتمحور التركيز اليوم حول قياس تأثير الحملات القائمة على البيانات، ومدى قدرتها على تشجيع الحوار البنّاء على أعلى المستويات”.

ولفت المشاركون إلى دور جيل الشباب المتمرس بالتقنيات الرقمية في تمكين منطقة الشرق الأوسط من الظهور بصورة منصفة في وسائل الإعلام العالمية، لا سيّما أن معظم الشركات الكبرى تعكف على توظيف شباب جيل الألفية الذين يمثلون قوة حقيقية للتغيير. وأضافت رانيا: “تتوفر أمامنا بيئة غنية ينبغي التركيز عليها، وعلينا أن نسعى إلى إثراء قصصنا بمزيد من الأصوات والكفاءات. ولابد لهذه الكفاءات أن تأتي من مصادر محلية متنوعة لتحقيق الزخم المطلوب. فهذا الوقت هو الأمثل للانفتاح على الجيل المبدع”.

واختتم سونيل جون الجلسة قائلاً: “يلوح في الأفق عصرٌ جديدٌ يحفل بالطموحات والفرص، رغم التحديات غير المسبوقة التي شهدناها خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ويتحتم على قطاع العلاقات العامة أن يساهم في نشر هذه الرسالة عبر بيان جديد للتغيير في العلاقات العامة”.

يشار إلى أن شركة أصداء بي سي دبليو هي الراعي البلاتيني لـ “قمة بروفوك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” التي يترأسها باول هولمز، رئيس ومؤسس “مجموعة هولمز”، وأرونا سودامان الرئيس التنفيذي/ رئيس التحرير.